كتبت: إسراء عبدالله
منذ عام 1920 وشبه الجزيرة الكورية تعد جزء لا يتجزأ من الإمبراطورية اليابانية التى قامت باحتلالها فى ذلك العام، وبقى الوضع هكذا حتى الحرب العالمية الثانية إلى أن قام الاتحاد السوفيتي بالحرب رسميا على اليابان مساندة لهذا القرار الولايات المتحدة.
وبالفعل استطاع الاتحاد السوفيتي بإلغاء احتلال اليابان لكوريا بالاتفاق على خط عرض 38 وهو خط الحدودية بين كوريا الشمالية مع كوريا الجنوبية حالياً، وبالنهاية اضطرت اليابان للإستسلام للقوات الأمريكية لذلك التقسيم.
ولكن كانت تهدف امريكا من وراءانعاء ذاك الإحتلال إلى هدف اكبر الا وهو تقسيم شبه الجزيرة الكورية وبالفعل توصلت أميركا بالاتفاق مع روسيا على هذا التقسيم عام 1945، حيث قامت امريكا باحتلال المنطقة الجنوبية من كوريا، وقام السوفيتيين باحتلال كوريا الشمالية وفقاً للاتفاق بينهما.
ونتيجة لذلك تم تشكيل دولتان فى كوريا نفسها منقسمة الى كوريا الشمالية تحت زعامة الشيوعية السوفييتية برئاسة كيم إل سونغ وكوريا الجنوبية تحت زعامة أمريكا برئاسة سينغمان رى وذلك عام 1948.
ولكن حدث بعد ذلك التقسيم أن أعلن الشمال بقيادة سونغ مع رى فى الجنوب الكورى أنهما يمثلان الشرعية لسبه الجزيرة الكورية، وان النصر لشبه الجزيرة سيتحقق يوماً ما، وفى ذلك التوقيت كان الجيش الشمالى الكورى أكثر تدريبا وعتادا وانضباط مقارنة فى ذلك بالجيش الكورى الجنوبى، ونتيحة لذلك الفارق تم تشجيع بيونغ يونغ لإشعال نيران الحرب بينهما.
والدليل على ذلك أنه فى عام 1950 قام ما يقرب من 75 ألف جندى كورى من الشمال بعبور الخط التقسيم بينهما مما يعنى أنهم تخطوا الحدود مع كوريا الجنوبية، وكان ذلك بمثابة نشوب اول عمل عسكرى خلال الحرب الباردة ولا ننسى أن ذلك كله كان بدعم كبير من الاتحاد السوفيتي.
وفى ذلك تلك الأجواء كلها قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل مما أدى إلى تدخل بعض الدول الموجودين فى منظمة الأمم المتحدة فى الحرب أيضاً وذلك باعتبار تلك الحرب حربا على القوى الشيوعية.
ووصولا لنتائج تلك الحرب تم رصد أكثر من 5 مليون قتيل، ولكن من سوء الحظ أنه كان معظمهم من المدنيين الكوريين سواء الشمالية أو الجنوبية، بالإضافة إلى وجود ما يزيد عن 40 الف عسكرى أمريكى وإصابة العديد والعديد الذين تجاوز عددهم ال100 ألف.
وفى النهاية لم يتم التوصل إلى حل بين الطرفين فى الحرب ولذلك أدى بهما إلى توقيع هدنة عام 1953، وبموجب التوقيع على هذه الهدنة تم السماح للأسرى الصينيين والكوريين الشماليين أن يعود وا إلى بلادهم.
بالإضافة إلى منح كوريا الجنوبية أراضى إضافية بلغت مساحتها 1500 ميل مربع، بل ونصت تلك الهدنة أيضاً على تحديد منطقة بين الطرفين شريطة أن تكون تلك المنطقة منزوعة السلاح بلغ عرضها نحو 2 ميل، وتلك المنطقة لا تزال موجودة بالفعل إلى يومنا هذا.